للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالمقصود: أن الاعتراض -الآن- أكثره على أن التعريف غير جامع, أو غير مانع, يعن: ليس على صناعة الحدود والتعريفات -هكذا يقولون-, ومنه هذا الاعتراض على الخطابي.

الآن سيذكر ابن كثير -رحمه الله تعالى- تعريفا آخر للحديث الحسن, الذي هو تعريف الترمذي.

تعريف الترمذي للحديث الحسن

قال ابن الصلاح: ورُوِّينا عن الترمذي أنه يريد بالحسن أن لا يكون في إسناده ما يتهم بالكذب , ولا يكون حديثا شاذا, ويروى من غير وجه, ونحو ذلك.

وهذا إذا كان قد روى الترمذي أنه قاله؛ ففي أي كتاب له قاله، وأين إسناده عنه؟ وإن كان فُهِمَ من اصطلاحه في كتابه "الجامع" فليس ذلك بصحيح؛ فإنه يقوله في كثير من الأحاديث: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

هذا تعريف الترمذي -رحمه الله-, واعترض عليه ابن كثير, ليس على التعريف نفسه، إنما اعترض على أي شيء ابن كثير -رحمه الله-؟

على النقل عن الترمذي على نقل هذا التعريف، ويقولون: إن ابن كثير سها -رحمه الله- بهذا الاعتراض, لماذا سها؟ لأن هذا التعريف موجود في كتاب الترمذي "العلل الكبير"، وكتاب "العلل" للترمذي يسمى "العلل الصغير" موجود في آخر سننه.

وابن كثير قد سمع السنن وفيها هذا الكتاب فسها عنه، هذا سهو من ابن كثير -رحمه الله تعالى-, هكذا يقولون: بأن تعريف الترمذي للحديث الحسن موجود في آخر سنن الترمذي.

وبعضهم يقول: يحتمل -الله أعلم- ألا يكون ابن كثير قد سمع "العلل الصغير"؛ لأنه يوجد في بعض الروايات دون بعض, وهذا لعله الأقرب: أن لا يكون ابن كثير قد سمع كتاب "العلل الصغير" للترمذي الذي فيه هذا التعريف.

فإذن الخلاصة من هذا الكلام: أن هذا التعريف ثابت عن الترمذي أو غير ثابت؟ ثابت عن الترمذي, لا إشكال فيه، وهو قد قال هذا, ولمن يريد أن يطلع في آخر الجزء الأخير، يعني: في نهاية سنن الترمذي.

<<  <   >  >>