ويضم إلى هذا سبب -أيضا-: أن تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف -كما عرفنا في درس الأمس, والذي قبله- أن هذا من الذي شهره, وأكثر منه؟ هو الإمام الترمذي.
أما قبل, فالتعبير بكلمة "حسن" هذا -يعني- ليس بالكثير؛ فهو إذن اصطلاح جديد -نوعا ما-.
هنا الآن: أول ما ذكر ابن كثير -رحمه الله- تبعا لابن الصلاح من التعاريف تعريف من؟ الخطابي, معروف عندنا الخطابي؛ صاحب أي كتاب؟ "معالم السنن"، و "أعلام السنن" وهو شرح فيه "صحيح البخاري"، وكتابه "معالم السنن" شرح فيه "سنن أبي داود".
أما الأول: شرح فيه بعض الأبواب، انتقى أبوابا من " صحيح البخاري -رحمه الله-", ويعتبر هو من العلماء المبكرين في شرح كتب السنة، وكلامه محرر, ويتداول -ينقل غالبا-؛ لاختصاره, وغزارة فوائده.
عرف الحديث الحسن -رحمه الله- بهذا التعريف, واعترض عليه في اعتراضات: منها ما ذكره ابن كثير -رحمه الله- وأن هذا لا يفصل الحسن من الصحيح، لا يفصله من الصحيح؛ لأن الصحيح أيضا عرف مخرجه واشتهر رجاله.
ومن الاعتراضات ما ذكره ابن كثير: "أن قوله: يقبله أكثر العلماء, ويستعمله عامة الفقهاء"، ليس مسلما له، ليس أكثر الأحاديث من قبيل الحسان.
يقول -هذا كلام ابن كثير رحمه الله-: واعترض عليه -أيضا- كما نعرف, هنا نقطة مهمة في مسألة تعريف الحديث الحسن, الذي ألفه في المصطلح ابن الصلاح ومن بعده، تطلبوا تعريفات لجميع مصطلحات الحديث على طريقة أهل الحدود والتعريفات، من هم أهل الحدود والتعريفات؟
هم أهل المنطق, ويريدون بالتعريف: أن يكون جامعا مانعا، فإذا أرادوا أن يعرفوا مصطلحا ما؛ يريدوا أن يفصلوه عن غيره من المصطلحات؛ لئلا تتداخل المصطلحات؛ فهذا عسر عليهم العثور على تعاريف لبعض مصطلحات الحديث بسبب سأذكره فيما بعد -إن شاء الله تعالى-.