قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، وحدثني -يعني: ابن مهدي- عن أبي الأشهب، عن الحسن قال: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (٦٢)} [الفرقان: ٦٢]، قال: من عجز بالليل فإن له في النهار مستعتب، ومن عجز في النهار كان له في الليل مستعتب، قال: ولا يزال العبد بخير ما إذا قال قال اللَّه، وإذا عمل عمل للَّه عز وجل.
"الزهد" ص ٣٣٢
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال:{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}[الفرقان: ٦٣] قال: حلماء، وإن جهل عليهم لم يجهلوا، هذا نهارهم إذا انتشروا به في الناس، [وقوله تعالى]: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}[الفرقان: ٦٤] هذا ليلهم إذا خلوا بينهم وبين ربهم تبارك وتعالى، وفي هذِه الآية {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا}[الفرقان: ٦٥] قال: علموا أن كل غريم مفارق غريمه إلا غريم جهنم.
"الزهد" ٣٤٩
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا أبو عبيدة الحلبي، عن حيوة، عن يزيد بن أبي حبيب، في قول اللَّه عز وجل:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[سورة الفرقان: ٦٧] قال: أولئك أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، كانوا لا يأكلون طعاما يلتمسون به تنعما، ولا يلبسون ثيابا يلتمسون جمالا، وكانت قلوبهم على قلب واحد.