(فِي نَفْسِكَ) لقوله: (في نفسي). (إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ): تقريرٌ للجملتين معاً، لأن ما انطوت عليه النفوس من جملة الغيوب، ولأن ما يعلمه علام الغيوب لا ينتهى إليه علم أحدٍ.
الإدخال في الظرفية على أن لابد من القول به من جانب العبد؛ لأن المراد ما في الضمير؛ لقوله:{فِي نَفْسِي}: في قلبي، الراغب: ويجوز أيضاً أن يكون القصد إلى نفي النفس عنه، فكأنه قال: تعلم ما في نفسي ولا نفس لك فأعلم ما فيها، كقول الشاعر:
لا ترى الضب بها ينجحر
أي: لا ضب ولا جُحر بها، فيكون من الضب الانجحار.
قوله:({إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}: تقرير للجملتين معاً). قال القاضي: تقرير للجملتين باعتبار مفهومه ومنطوقه. وقلت: دل تصدر الجملة بإن، وتوسيط الفصل، وبناء المبالغة، والجمع المحلي باللام، أن شيئاً من الغيب لا يعزب عن علمه البتة.
قوله:(في قوله: {أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ} إن جعلتها مفسرة) إلى آخره، قال صاحب "الفرائد" رحمه الله: قوله: "لم تخل من أن تكون بدلاً من {أَمَرْتَنِي بِهِ} أو من الهاء" مختل؛ لأن الوجه أن