{حم} إن جعلتها اسمًا مبتدأ مخبرًا عنه بـ {تَنْزِيلُ الْكِتابِ}، لم يكن بدّ من حذف مضاف، تقديره: تنزيل حم تنزيل الكتاب، و {مِنَ اللَّهِ} صلة للتنزيل، وإن جعلتها تعديدًا للحروف، كان {تَنْزِيلُ الْكِتابِ} مبتدأ، والظرف خبرًا.
قوله:(تنزيل حم تنزيل الكتاب): يعني: تنزيل هذه السورة كتنزيل سائر القرآن، فيكون في قوله:{مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ} دلالة على وجه الشبه، فكونه من الله دل على أنه حق وصدق وصواب، وكونه من العزيز دل على أنه معجز يغلب ولا يغلب، وكونه من الحكيم دل على أنه مشتمل على الحكم البالغة، وعلى أنه محكم في نفسه، ينسخ ولا ينسخ.