لاجتماع حرفي عطف، لأنّ واو الحال هي واو العطف استعيرت للوصل، فقولك: جاءني زيدٌ راجلاً أو هو فارس، كلامٌ فصيحٌ واردٌ على حدّه، وأمّا جاءني زيدٌ هو فارسٌ، فخبيث.
لتبقى معطلةً خاوية على عروشها، لتكون عبرةً لمن بعدها. فالضمير في (أهلكنها) وفي (فجآءها) راجع إلى "القرية"، وفي "أولهم" راجع إلى الأهل المقدر في (فجآءها).
قال ابن الحاجب:"وفي الضمائر على "القرية" وجهان؛ أحدهما: أنك أقمته مقام المحذوف، فصارت المعاملة معه"، يعني: أن الضمائر الثلاثة راجعة إلى "القرية" تارة باعتبار لفظها، وأخرى باعتبار المحذوف. "وثانيهما: أن يقدر في الثاني حذف المضاف، كما قدر في الأول"، أي: وكم من قريةٍ أهلكنا أهلها، فجاء أهلها (بَاسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ).
قوله: (وأما: "جاءني زيد هو فارس" فخبيث)، قال صاحب "الفرائد": فيه نظر، لأنه يشكل بقوله:(اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)[البقرة: ٣٦]، والجملة حال بدون الواو. وإنما صح ذلك لمكان العائد، وقد حصل به الارتباط المطلوب بالواو.
فعلى هذا لا وجه لما ذكر أن الحال المعطوفة على الحال صحت بدون الواو لاستثقال حرفي العطف، وأن الحال التي لم يعطف عليها لم تصح بدون الواو، فلم يمتنع صحة قولنا:"جاءني زيد هو فارس" - لتحقيق العائد". والجواب أن المصنف قابل قوله: "خبيث" بقوله: "فصيح"، فلا يلزم منه الامتناع، بل عدم الفصاحة.