(فَما كانَ دَعْواهُمْ): ما كانوا يدعونه من دينهم وينتحلونه من مذهبهم، إلا اعترافهم ببطلانه وفساده، وقولهم:(إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) فيما كنا عليه. ويجوز: فما كان استغاثتهم إلا قولهم هذا، لأنه لا مستغاث من الله بغيره، ......
نسميها واو الحال - أصلها العطف"، وقال أيضاً: "إن الأصل في الجملة إذا وقعت موقع الحال ألا يدخلها الواو، ولكن النظر إليها من حيث كونها جملة مفيدة مستقلة بفائدة، غير متحدة بالأولى، وغير منقطعةٍ عنها كجهات جامعةٍ بينهما، يبسط العذر في أن يدخلها واو للجمع بينها وبين الأولي. مثله في نحو: قام زيد وقعد [عمرو]".
قوله:(والدعة)، الجوهري: "الدعة: الخفض، والهاء: عوض من الواو. تقول: ودع الرجل - بالضم - فهو وديع، أي: ساكن، ووادع أيضاً. مثل: حمض فهو حامض".
وإنما خولف بين العبارتين، وبنيت الحال الثانية على تقوي الحكم، والدلالة على قوة أمرهم فيما أسند إليهم، لأن القيلولة أظهر في إرادة الدعة، وخفض العيش، فإنها من دأب المترفين والمتنعمين، دون من اعتاد الكدح والتعب. وفيه إشارة إلى أنهم كانوا أرباب أشر وبطر.
قوله:((فما كان دعواهم): ما كانوا يدعونه من دينهم). اعلم أن (دعواهم) إما من الدعوى، أو من الدعاء. وعلى الأول: قوله: (إنا كنا ظالمين): كناية عن اعترافهم ببطلان