الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ)، ولكن هو المشبه، لأن مثل هذا الجدال - أعني قولهم:"ما كان خروجنا إلا للعير، وهلا قلت لنا لنستعد ونتأهب"، بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله وعدني إحدى الطائفتين"، وقوله:"والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم" - يدل على جبن عظيم وإفراط في الرعب والفرق، فصح تشبيهه بقوله:(كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ)، ثم عطفت هذه الجملة على ما سبق من حيث المعنى، يعني: أثبت الله لهم الجدال بسبب الكراهة بعدما أعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنصرة، ثم شبه حالهم.
قوله:(من يعتل إلى القتل)، الجوهري:"عتلت الرجل أعتله: إذا جذبته جذباً عنيفاً".
قوله:(وقيل: كان خوفهم لقلة العدد، وأنهم كانوا رجالة): عطف على قوله: "لكراهتهم القتال"، أي: خافوا العدو إما جُبناً وخوراً وكانوا معذورين فيه لقلة العدد والعُدد، ولهذا قدر وجه التشبيه في الأول:"في فرط فزعهم ورعبهم".
قوله:(إلا فارسان): قيل: هما المقداد بن الأسود والزبير بن العوام. وفي "مسند الإمام أحمد بن حنبل" عن علي رضي الله عنه: "ما كان منا فارس يوم بدر إلا المقداد بن الأسود".