للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنهم نظروا في أن استبقاءهم ربما كان سبباً في إسلامهم وتوبتهم، وأنّ فداءهم يتقوّى به على الجهاد في سبيل الله، وخفي عليهم أن قتلهم أعز للإسلام، وأهيب لمن وراءهم، وأفل لشوكتهم.

وقيل: كتابه: أنه سيحل لهم الفدية التي أخذوها. وقيل: إن أهل بدر مغفور لهم. وقيل: إنه لا يعذب قوماً إلا بعد تأكيد الحجة وتقديم النهى، ولم يتقدم نهى عن ذلك.

[(فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّبًا واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ٦٩]

(فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ) روي أنهم أمسكوا عن الغنائم، ولم يمدّوا أيديهم إليها، فنزلت. وقيل: هو إباحة للفداء، لأنه من جملة الغنائم (وَاتَّقُوا اللَّهَ) فلا تقدموا على شيء لم يعهد إليكم فيه.

فإن قلت: ما معنى الفاء؟ قلت: التسبيب والسبب محذوف، معناه: قد أبحت لكم الغنائم فكلوا مما غنمتم، (وحللاً): نصب على الحال من المغنوم، أو صفة للمصدر، أي أكلاً حلالاً، وقوله: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) معناه: أنكم إذا اتقيتموه بعد ما فرط منكم من استباحة الفداء قبل أن يؤذن لكم فيه، غفر لكم ورحمكم، وتاب عليكم.

[(يأيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ٧٠]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (أن أهل بدر): بفتح "أن"، أي: كتابه أن أهل بدر مغفور لهم، وهو من قوله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه في حديث حاطب: "إنه قد شهد بدراً، وما يُدريك لعل الله اطلع على أهل بدر وقال: اعملوا ما شئتم، قد غفرت لكم" الحديث، أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما كما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>