للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقرئ: "وإن كلا" بالتخفيف على إعمال المخففة عمل الثقيلة، .....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فهذا معنى توطئتها، وليست جواب القسم، وإنما الجواب ما يأتي بعد الشرط".

ويمكن أن يقال: معنى التوطئة فيها: هو أنها توطأت مكان القسم، من قولهم: توطأته بقدمي، وهو موطئ قدمي، أي: دلت على أن اللام التي تليها مما يصلح أن تكون جواباً لقسم محذوف، فهذا لا يوجب الاختصاص بأن يكون مدخولها شرطاً البتة، وبه تعلم علة التسمية؛ إذ رعاية التناسب بين الاسم والمسمى منظور فيه.

فعلى هذا: الجملة القسمية بتمامها وقعت خبراً لـ "إن"، واستغني بمعنى التأكيد فيها عن ذكر اللام، ويعضد ما ذكرناه تقديره: "وإن جميعهم والله ليوفينهم"؛ حيث أوقع القسم خبراً لـ "إن"، واسقط اللام الأولى لإقامة المدلول مقام الدال.

قال صاحب "التخمير": "أجمع الكوفيون وكثير من البصريين على أن اللام الأولى: خلف من القسم، والثانية: لام جواب القسم". وذكر صاحب "الإقليد": أن اللام في قوله: (وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ): موطئة للقسم، والتقدير: والله لما، و"ما": مزيدة، وفي (لَيُوَفِّيَنَّهُمْ): جواب القسم، أي: وإن كلاً والله ليوفينهم، وقال: التوطئة كثرة الوطء، وهي الرياضة، كقولك: وطئ الفرس ووطئ المركب، تقول: هذه اللام وطأت جواب القسم، أي: سهل تفهم الجواب على المقسم له.

قوله: ("وإن كلا" بالتخفيف): قال ابن الحاجب: "هي قراءة ابن كثير ونافع، و"إن":

<<  <  ج: ص:  >  >>