قلت: بل حالها مع التاء كحالها مع الياء إذا قلت يا أبي.
فإن قلت: فما وجه من قرأ بفتح التاء وضمها؟ قلت: أما من فتح فقد حذف الألف من «يا أبتا» واستبقى الفتحة قبلها، كما فعل من حذف الياء في «يا غلام» ويجوز أن يقال: حركها بحركة الباء المعوض منها في قولك «يا أبي».
وأما من ضم فقد رأي: اسماً في آخره تاء تأنيث، فأجراه مجرى الأسماء المؤنثة بالتاء فقال:«يا أبت» كما تقول «يا ثبة» من غير اعتبار لكونها عوضا من ياء الاضافة.
وقرئ:"إني رأيت"، بتحريك الياء. "وأحد عشر" بسكون العين، تخفيفاً لتوالي المتحركات فيما هو في حتم اسم واحد، وكذا إلى تسعة عشر، إلا اثني عشر، لئلا يلتقي ساكنان.
قوله: (و"أحد عشر" بسكون العين)، قال ابن جني: "قرأها أبو جعفر ونافع- بخلاف- وطلحة بن سليمان، والسبب أن الاسمين لما جعلا كالاسم الواحد، وبني الاسم الأول منهما لأنه كصدر الاسم، والثاني منهما لتضمنه معنى حرف العطف، لم يجز الوقف على الأول، لأنه كصدر الاسم من عجزه، فجعل تسكين أول الثاني دليلاً على أنهما قد صارا كالاسم الواحد، وكذلك البقية إلى "تسعة عشر"، إلا "اثنا عشر" و"اثني عشر"، فإنه لا يسكن لسكون الألف والياء قبلها، ومما يدل على أن الاسمين إذا أجريا مجرى الاسم الواحد