وقيل: لما بلغت الرؤيا إخوة يوسف حسدوه وقالوا: ما رضي أن سجد له إخوته حتى سجد له أبواه. وقيل: كان يعقوب مؤثرا له بزيادة المحبة والشفقة لصغره، لما يرى فيه من المخايل. وكان إخوته يحسدونه، فلما رأي: الرؤيا ضاعف له المحبة، فكان يضمه كل ساعة إلى صدره ولا يصبر عنه، فتبالغ فيهم الحسد.
وقيل: لما قص رؤياه على يعقوب قال: هذا أمر مشتت يجمع الله لك بعد دهر طويل.
و"آل يعقوب": أهله وهم نسله وغيرهم. وأصل "آل": أهل، بدليل تصغيره على "أُهَيل"، إلا أنه لا يستعمل إلا فيمن له خطر. يقال: آل النبي، وآل الملك. ولا يقال: آل الحائك، ولا آل الحجام، ولكن أهلهما.
قوله:(من المخايل)، وهي جمع مخيلة، وهي المظنة، وياؤه كياء "معايش".
قوله:(هذا أمر مشتت يجمعه الله بلك) بعد دهر طويل)، يعني: أن رؤياك أمر يدل على تشتيت أمرك أولاً، ثم يجمع الله من شتاتك بعد دهر طويل، الجوهري:"الحمد لله الذي جمعنا من شت"، ودلالته عليه لأن سجود إخوته مع بغضهم إياه وحسدهم أمر بعيد، وكونه مسجوداً لأبويه أبعد، وذلك لا يحصل إلا بعد ضربات الدهر وشتات الأمور وتقلبات الأحوال.