(هذِهِ سَبِيلِي) هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد سبيلي. والسبيل والطريق: يذكران ويؤنثان، ثم فسر سبيله بقوله (أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ) أي: أدعو إلى دينه مع حجة واضحةٍ غير عمياء، و (أَنَا) تأكيدٌ للمستتر في (أَدْعُوا)، (وَمَنِ اتَّبَعَنِي) عطفٌ عليه. يريد: أدعو إليها أنا، ويدعو إليها من اتبعني.
ويجوز أن يكون (أَنَا) مبتدأ، و (عَلى بَصِيرَةٍ) خبراً مقدّماً، (ومَنِ اتَّبَعَنِي) عطفاً على (أَنَا) إخباراً مبتدأ بأنه ومن اتبعه على حجة وبرهان، لا على هوى.
قوله:(ويجللهم)، جلل الشيء تجليلاً؛ أي: عم، والمجلل: السحاب الذي يعم الأرض بالمطر.
قوله:(هذه السبيل التي هي الدعوة إلى الإيمان والتوحيد: سبيلي)، يشير إلى أن المشار إليه ما في الذهن، وهو معنى (سَبِيلِي)، ومعنى (سَبِيلِي) ما في قوله: (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)، وهو الإيمان، وفي قوله:(وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ)، وهو التوحيد.
قوله:(إخباراً مبتدأ)، عامله مضمر، أي: يخبر إخباراً، أو خبر بعد خبر لـ "كان"،