للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمعنى: كفى بالذي يستحق العبادة وبالذي لا يعلم علم ما في اللوح إلا هو شهيداً بيني وبينكم. وتعضده قراءة من قرأ ومن عنده علم الكتاب، على من الجارّة، أى. ومن لدنه علم الكتاب، لأن علم من علمه من فضله ولطفه.

وقرئ: "ومن عنده علم الكتاب" على "من" الجارّة، و"علم" على البناء للمفعول. وقرئ: "وبمن عنده علم الكتاب".

فإن قلت: بم ارتفع (علم الكتاب)؟ قلت: في القراءة التي وقع فيها (عنده) صلة يرتفع "العلم" بالمقدّر في الظرف، فيكون فاعلاً، لأنّ الظرف إذا وقع صلةً أوغل في شبه الفعل لاعتماده على الموصول، فعمل عمل الفعل، كقولك: مررت بالذي في الدار أخوه، فـ"أخوه" فاعل، كما تقول: بالذي استقرّ في الدار أخوه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساعدتان لهذا الوجه، قال أبو البقاء: "ومن قرأ: "علم الكتاب" على ما لم يسم فاعله جعل معموله (من عنده) ".

قوله: (والمعنى: كفى بالذي يستحق العبادة)، يعني: إذا عني بـ "من عنده علم الكتاب": الله عز وجل، يلزم عطف الشيء على نفسه، فأول اسم الذات بما يعطيه من معنى استحقاق العبادة، لكونه جامعاً لمعاني الأسماء، كما قال الأزهري: لا يكون إلهاً حتى يكون معبوداً، وحتى يكون خالقاً ورازقاً ومدبراً، فأتى بالموصولة ليتوافق المعطوف والمعطوف عليه، فيكون على وزان قول الشاعر:

يا لهف زيابة للحارث الصـ … صابح فالعائم فالآيب

<<  <  ج: ص:  >  >>