بينهما الحطب والفحم حتى سد ما بين الجبلين إلى أعلاهما، ثم وضع المنافيخ حتى إذا صارت كالنار، صب النحاس المذاب على الحديد المحمى فاختلط والتصق بعضه ببعض وصار جبلا صلدا. وقيل: بعد ما بين السدين مائة فرسخ. وقرئ:(سوّى)، و (سووي). وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنّ رجلا أخبره به فقال: (كيف رأيته؟ ) قال كالبرد المحبر؛ طريقة سوداء وطريقة حمراء. قال:«قد رأيته» والصدفان بفتحتين: جانبا الجبلين، لأنهما يتصادفان، أي: يتقابلان، وقرئ:(الصدفين) بضمتين، و (الصدفين) بضمة وسكون، (الصدفين) بفتحة وضمة. والقطر، النحاس المذاب؛ لأنه يقطر (قِطْراً) منصوب بـ (أفرغ)، وتقديره: آتوني قطرا أفرغ عليه قطرا، فحذف الأول
قوله:(كالبرد المحبر)، النهاية: الحبير من البرود: ما كان موشياً مخططاً، وهو بردُ يمان.
قوله: (وقرئ: "الصدفين" بضمتين"): ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، وأبو بكر: بضم الصاد وإسكان الدال، والباقون: بفتحتين، وبضم الدال: شاذ. قال القاضي: كلها لغاتٌ من الصدف، وهو الميل؛ لأن كلا منهما منعزلٌ عن الآخر، ومنه التصادف: التقابل.
قله:(و (قَطِرَاً): منصوب بـ (أُفْرِغْ))، فأعمل الثاني على مذهب البصريين؛ لأنه لو أعمل الأول لقيل: آتوني أفرغه، غذ المختارُ أن لا يحذف الضمير المفعول في الثاني؛ لأنهُ