وقلت: فعلى هذا، يكون قد تنازع في (رُطَبًا): ((هزي)) و ((تساقط))، وقد أعمل فيه الأول، وهو ضعيف، ولأنه يكون ما في حيز الأمر متأخراً عن جوابه، ومن ثم قال المصنف:((وليس بذاك)).
قوله:(أو على معنى: افعلي الهز به) يعني: نزل المتعدي منزلة اللازم للمبالغة، نحو: فلانٌ يعطي ويمنع، ثم عدي كما يعدى اللازم، نحو قول الشاعر:
فإن تعتذر بالمحل عن ذي ضروعها … إلى الضيف يجرح في عراقبيها نصلي
((ذي ضروعها)): اللبن في الضرع، و ((يجرح)): جواب الشرط، و ((نصلي)): فاعله، و ((العراقيب)): جمع عرقوب، وهو العصب الغليظ فوق عقب الحيوان. يقول: إذا اعتذرت الناقة إلى الضيف قلة اللبن بالمحل أنحرها له.
وذهب صاحب ((الكشف)) إلى أن الباء للتسبب، والمضاف محذوفٌ، أي: هزي إليك بهز جذع النخلة، أي: إذا هززت النخلة اهتزت، وبهزك النخلة تساقط عليك رطباً، و (رُطَبًا): منصوبٌ ب (تُسَاقِطْ)، فإن يتفاعل قد جاء متعدياً. قال تعالى:(أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا)[النساء: ١٢٨]، و (يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ)[يونس: ٤٥] ومن قال: ضربني وضربت زيداً، كان (رُطَبًا) منصوباً ب (وهُزِّي)، أي: هزي إليك رطباً جنياًّ متمسكة بجذع