ومن كسر فعلى حكاية المكتوب كما هو، كأنما كتب عليه هذا الكلام، كما تقول: كتبت: إنّ الله هو الغنى الحميد. أو على تقدير:"قيل". أو على أن " كتب" فيه معنى القول.
قوله: (أو على تقدير "قيلَ")، عطفٌ على قوله:"فعلى حكاية المكتوب"، أي: ومن كر فعلى تقدير: وكُتب عليه قيل: إنه من تولاه، أي: كُتِبَ عليه هذا القولُ، و"قيل" هاهنا كما في قوله: (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ) على تقدير: وأُقسمُ بـ (وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ)[الزخرف: ٨٨]، والضميرُ في "قيله" لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإقسامُ الله تعالى بـ (وَقِيلِهِ) رفعٌ منه، وتعظيمٌ لدعائه.
النهاية: وفي الحديث: " نهي عن قيل وقال"، وهو في حكاية أقوال الناس. قال القاضي رحمه الله تعالى: وقُرئ: "إنَّهُ" بالكسر في الموضعين على حكاية المكتوب، أو إضمار القول، أو تضمين الكتب معناه.
قوله: ("من البعث" بالتحريك)، في "المطلع": وهو قياسٌ عند الكوفيين فيما جاء من هذا المثال، وعينُه من حروف الحَلْق، كالشعر والنهر، وعند البصريين ليس بقياس، بل هما لُغتان كالحلبِ والحَلَب، والطردِ والطرَد، فيتوقفُ على السماع.