يستلزم العذاب الكبير ولا يجوز العفو والتجاوز، وليس كذلك لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ١١٦].
قوله: (وقرئ: "يذقه" بالياء) التحتانية: شاذة.
قوله:(وما أرسلنا قبلك أحداً من المرسلين إلا آكلين)، فوضع "آكلين" موضع: {إِنَّهُمْ لَيَاكُلُونَ}، فيأكلون: صفةٌ لقوله: "أحداً" المحذوف، وقوله:{مِنَ الْمُرْسَلِينَ} أيضاً صفةٌ مبينةٌ له، ولهذا قال:"وإنما حذف اكتفاءً بالجار والمجرور، أعني {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} " فلو جعله حالاً كان له وجهٌ، لأن ذا الحال موصوفٌ.
قال أبو البقاء: كسرت "إن" لأجل اللام في الخبر، وقيل: ولو لم تكن اللام لكسرت أيضاً، لأن الجملة حاليةٌ، إذ المعنى: إلا وهم يأكلون، وقال الزجاج: وأما دخول "إنهم" بعد "إلا" فعلى تأويل: ما أرسلنا رسلاً إلا وهم يأكلون، أو: وإنهم ليأكلون، وحذفت "رسلاً" لأن "من" في قولك: {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} دليلٌ على ما حذف. وإما مثل اللام بعد إلا فقول الشاعر: