قوله:(الظاهر إعجازه)، أراد أن المبين من أبان بمعنى بان.
قوله:(والمراد به السورة أو القرآن)، اعلم أن {طسم} إما أن يجعل اسماً للسورة، أو تعداداً لحروف التهجي، والثاني إما واردةٌ على قرع العصا، أو تقدمةً لدلائل الإعجاز كما سبق في الفواتح، ثم المناسب أن يفسر الكتاب بالقرآن إذا جعل {طسم} اسماً لله، ويكون مبتدأ وتلك: مبتدأٌ ثانٍ، وآيات الكتاب: الخبر، والجملة خبر المبتدأ الأول، وإذا جعل تعداداً للحروف يفسر الكتاب بالسورة، ويقدر مضافٌ كما قال:"آيات هذه المؤلف من الحروف المبسوطة تلك آيات الكتاب المبين"، يعني: آيات المؤلف من هذه الحروف، وهو القرآن، كآيات هذه السورة المتحدى به، فأنتم عجزتم عن الإتيان بمثل هذه السورة، فحكم تلك الآيات كذلك. و {تِلكَ} على هذه: إشارةٌ إلى القريب إعلاماً ببعد المنزلة والتناهي في الرتبة، وفي الوجه الأول: الإشعار بالتحدي بهذه السورة أيضاً، يعني: هذه السورة من جملة المتحدى به فأتوا بمثلها.
قوله:(البخع: أن يلغ بالذبح البخاع- بالباء-)، الموحدة، قال ابن الأثير في "النهاية": بحثت في كتب اللغة والطب والتشريح فلم أجد بخاع بالباء. وفي "الكواشي" وأهل اللغة: النخاع بالنون والخاء والعين. الجوهري: النخاع بضم النون: الخيط الأبيض الذي في جوف الفقار. الواحدي: قال جماعةٌ من المفسرين: باخعٌ نفسك: قاتل نفسك، يقال: بخع الرجل نفسه: إذا قتلها غيظاً من شدة وجده بالشيء. وأنشد الزجاج لذي الرمة: