(وَلُوطاً) معطوف على "إبراهيم"، أو على ما عطف عليه. والْفاحِشَة: الفعلة البالغة في القبح. و (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) جملة مستأنفة مقررة لفحاشة تلك الفعلة، كأن قائلًا قال: لم كانت فاحشة؟ فقيل: لأن أحدا قبلهم لم يقدم عليها اشمئزازًا منها في طباعهم لإفراط قبحها، حتى أقدم عليها قوم لوط؛ لخبث طينتهم وقذر طباعهم. قالوا: لم ينز ذكر على ذكر قبل قوم لوط قط. وقرئ:(إنكم)، بغير استفهام في الأوّل دون الثاني، قال أبو عبيدة: وجدته في الإمام بحرف واحد بغير ياء، ورأيت الثاني بحرفين: الياء والنون.
قوله:({وَلُوطًا} معطوفٌ على ((إبراهيمَ))، أو على ما عُطِفَ عليه) أي: إبراهيمَ، وهو {نُوحًا} في قوله: {أَرْسَلْنَا نُوحًا} يؤيِّد الأوَّلَ أن قصَّة لوطٍ عليه السَّلام لا تكادُ تُوجد إلا مقرونةً بقصَّة إبراهيمَ عليه السَّلامُ؛ لأنَّه ابنُ أخيهِ ومُهاجِرٌ معه. والثاني قولُه:{وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا}، فإنَّه معطوفٌ على قصَّة نوح عليه السَّلامُ لا غيرُ؛ لأنَّ التَّقديرَ: ولقد أرسَلْنا إلى مَدينَ أخاهم شُعيبًا، فيكون كلٌّ مِنَ القَصَص مُستَقِلاًّ بنفسه.