القراءة بـ {المَيْتَةُ} على الخفة أشيع؛ لسلسها على اللسان. و {أَحْيَيْنَاهَا} استئناف، بيان لكون الأرض الميتة آية، وكذلك {نَسْلَخُ}[يس: ٣٧]، ويجوز أن توصف الأرض والليل بالفعل؛ لأنه أريد بهما الجنسان مطلقين لا أرض وليل بأعيانهما؛ فعوملا معاملة
قوله:(بيان لكون الأرض الميتة آية) كأن قائلًا قال: كيف تكون الأرض الميتة آية؟ فقال:{أَحْيَيْنَاهَا}. قال أبو البقاء:{آيَةٌ} مبتدأ و {لَّهُمْ} الخبر، و {الْأَرْضُ} مبتدأ و {أَحْيَيْنَاهَا} الخبر، والجملة تفسير الآية. وقيل:{الْأَرْضُ} مبتدأ و"آية" خبر مقدم و {أَحْيَيْنَاهَا} تفسير الآية، و {لَّهُمْ} صفة الآية.
قوله:(ويجوز أن توصف الأرض والليل بالفعل) أي: بـ {أَحْيَيْنَا} و {نَسْلَخُ}، لأنه أريد بهما الجنسان، والتقدير: وآية لهم أرض ميتة من الأراضي الميتة أحييناها، وليل من الليالي سلخنا منه النهار.
الانتصاف: غير الزمخشري يمنع من وقوع الجملة وصفًا للمعرفة وإن كانت جنسًا، ويراعي المطابقة اللفظية.
قلت: قد ذكرنا عن ابن جني أنه قال: إن نكرة الجنس تفيد مفاد معرفته؛ ألا ترى أنك تقول: خرجت فإذا أسد بالباب، فتجد معناه معنى قولك: خرجت فإذا الأسد بالباب، لا فرق بينهما، وذلك أنك في الموضعين لا تريد أسدًا واحدًا معينًا، وإنما تريد: خرجت فإذا بالباب واحد من هذا الجنس.