للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من قرأ {يس} يريد بها وجه الله، غفر الله له، وأعطي من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتين وعشرين مرة، وأيما مسلم قرئ عنده إذا نزل به ملك الموت سورة {يس} نزل بكل حرف فيها عشرة أملاك يقومون بين يديه صفوفًا يصلون عليه، ويستغفرون له، ويشهدون غسله، ويتبعون جنازته، ويصلون عليه، ويشهدون دفنه، وأيما مسلم قرأ ياسين وهو في سكرات الموت لم يقبض ملك الموت روحه حتى يحييه رضوان خازن الجنة بشربة من شراب الجنة يشربها وهو على فراشه، فيقبض ملك الموت روحه وهو ريان، ويمكث في قبره وهو ريان، ولا يحتاج إلى حوض من حياض الأنبياء حتى يدخل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله: {ولَهُم مَّا يَدَّعُونَ} في بيان أن لهم ما تشتهي الأنفس.

وقوله: {سَلامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ} في بيان حصول ما يلذ به السمع وتقر به الأعين، وهو نيل الحسنة الكبرى والبغية الأسنى وهي رؤية الله تعالى كما دل عليه حديث المصطفى وقد أوردناه في موضعه من هذه السورة.

وقوله: {إنَّمَا أَمْرُهُ إذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} كالفذلكة للمذكورات.

وقوله: {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} كالخاتمة المشتملة على أسرار عجيبة، تتحير فيه الأفهام، وتكل من شرحه الألسن والأقلام، ولهذا قال حبر الأمة على ما رواه المصنف: كنت لا أعلم ما روي في فضائل {يس} وقراءتها كيف خصت بذلك، فإذا إنه لهذه الآية.

وفي تقديم بعض هذه الأصول وتأخير بعضها معان لا تكاد تنضبط. هذا ومن رام التفصيل فقد حاول نزف البحر هيهات {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} [الكهف: ١٠٩] فلله تعالى في كل كلمة من القرآن كلماته التي ينفد البحر دون

<<  <  ج: ص:  >  >>