والليلة المباركة: ليلة القدر، وقيل: ليلة النصف من شعبان، ولها أربعة أسماء: الليلة المباركة، وليلة البراءة، وليلة الصكّ، وليلة الرحمة، وقيل: بينها وبين ليلة القدر أربعون ليلة، وقيل في تسميتها: ليلة البراءة والصكّ: أن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة، كذلك الله عز وجل يكتب لعباده المؤمنين البراءة في هذه الليلة.
خبر بخبر آخر، فقوله:{إنَّا أَنزَلْنَاهُ} اعتراض بين القسم وجوابه. وقال أبو البقاء:"الجواب {إنَّا أَنزَلْنَاهُ}، و {إنَّا كُنَّا} مستأنف، وقيل: هو جواب آخر من غير عاطف".
والجواب عن قول صاحب "الكشف": "لأنك لا تقسم بالشيء على نفسه": أنه من باب قول الشاعر:
وثناياك إنها إغريض
كما سبق في "الزخرف".
قوله:(البندار): معرب، وما وجدت له ذكرًا سوى في الحاشية:"البندار: من في يده القانون، وهو أصل الخراج"، ثم وجدت في "كتاب ابن الصلاح" في معرفة الحديث: "البندار: من يكون مكثرًا من شيء يشتريه منه من هو دونه، ثم يبيعه، قاله السمعاني- ووجدته بخطه-، وبندار: لقب به محمد بن بشار البصري، روى عنه البخاري ومسلم، قال ابن الفلكي: إنما لقب بهذا لأنه كان بندار الحديث".