قرئ:"حسنًا"، بضم الحاء وسكون السين، وبضمهما، وبفتحهما، و {إِحْسَانًا}، و {كُرْهًا}، بالفتح والضم، وهما لغتان في معنى المشقة، كالفقر والفقر، وانتصابه على الحال، أي: ذات كره، أو على أنه صفة للمصدر، أي: حملًا ذا كره.
{وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ} ومدّة حمله وفصاله {ثَلاثُونَ شَهْرًا}، وهذا دليل على أن أقل الحمل ستة أشهر، لأن مدّة الرضاع إذا كانت حولين؛ لقوله عز وجل:{حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ}[البقرة: ٢٣٣]، بقيت للحمل ستة أشهر. وقرئ:"وفصله"، والفصل والفصال: كالفطم والفطام، بناء ومعنى.
قوله: (قرئ: "حسنًا" بضم الحاء وسكون السين): الكوفيون: {إحْسَانًا}، والباقون:"حسنًا"، والكوفيون وابن ذكوان:{كُرْهًا} بضم الكاف، والباقون: بفتحها. قال ابن جني:" (حسنًا) بالفتح، قراءة علي رضي الله عنه والسلمي، يحتمل أن يكون مصدرًا كالمصادر التي اعتقب فيها الفعل، نحو: الشغل والبخل، وأن يكون صفةً لا مصدرًا، لكونه رسيل القبيح، أي: وصيناه بوالديه فعلًا حسنًا، وإن شئت نصبته بـ"وصينا"، لأنه بمعنى: ألزمناه الحسن في أبويه، وإن شئت قدرت: "ألزمناه"، ونصبت به لا بـ"وصينا" المذكور".