فإن قلت: من هؤلاء؟ قلت: اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم من بعد ما تبين لهم الهدى، وهو نعته في التوراة. وقيل: هم المنافقون.
{الذين قَالُوا} اليهود، والذين {كَرِهُوا مَا نّزَّلَ اللهُ} المنافقون. وقيل: عكسه، وأنه قول المنافقين لقريظة والنضير:{لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لنخرجنّ مَعَكُمْ}[الحشر: ١١]. وقيل:{بَعْضِ الْأَمْرِ}: التكذيب برسول الله صلى الله عليه وسلم، أو بـ"لا إله إلا الله"،
وعن الهيئات والحالات الحاصلة في المأخوذ، والقياس التصريفي يقتضي أن يقال: سأل إذ لا موجب للتليين.
قال صاحب"التقريب": وليس مشتقًا من السؤل، كما توهمه بعضهم؛ إذ لا يساعده التصريف، لأنه كان حقه"سأل" بالهمز، ولا الاشتقاق؛ لأن السؤل بمعنى الحاجة، فعل بمعنى مفعول، وليس في {سَوَّلَ} معنى السؤال، وشرط الاشتقاق اتفاق المعنى.
قوله:(إن الشيطان يغويهم، وأنا أنظرهم): قال الواحدي: "ويحسن الوقوف على قوله: {سَوَّلَ لَهُمْ} لأنه فعل الشيطان، والإملاء فعل الله، وعلى قول الحسن: لا يحسن الوقف؛ لأنه يقول: الشيطان مد لهم في الأمل".
قوله: (أو بـ"لا إله إلا الله"): هذا التكذيب لا يستقيم إلا إذا حمل على أن المنافقين قالوا ذلك للمشركين، لأن اليهود أيضًا موحدون.