{يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ} ثواب إيمانكم وتقواكم، {وَلا يَسْئَلْكُمْ} أي: ولا يسألكم جميعها، إنما يقتصر منكم على ربع العشر.
ثم قال:{إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ} أي: يجهدكم ويطلبه كله، والإحفاء: المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء، يقال: أحفاه في المسألة: إذا لم يترك شيئا من الإلحاح، وأحفى شاربه: إذا استأصله، {تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ} أي: تضطغنون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتضيق صدوركم لذلك، وأظهرتم كراهتكم ومقتكم لدين يذهب بأموالكم، والضمير في {يُخْرِجْ} لله عز وجل، أي: يضغنكم بطلب أموالكم، أو للبخل، لأنه سبب الاضطغان.
وقرئ:"نخرج" بالنون، و"يخرج" بالياء والتاء مع فتحهما، ورفع "أضغانكم".
قوله:(ثم قال: {إن يَسْأَلْكُمُوهَا}): يعني: الجملة الشرطية كالتعليل لقوله: " {ولا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ}، أي: لا يسألكم جميعها، إنما يقتصر منكم على ربع العشر"، روى الواحدي عن السدي أنه قال:"إن يسألكم جميع ما في أيديكم {تَبْخَلُوا ويُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ} يظهر بغضكم وعداوتكم لله ورسوله، ولكنه فرض عليكم يسيرًا، وهو ربع العشر"، فقول المصنف:"أي: يضغنكم بطلب أوالكم": معناه: يظهر بغضكم بطلب جميع أوالكم، وكذا معنى "يذهب بأموالكم"، أي: يهلكها، كقوله تعالى:{ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ}[البقرة: ١٧].