{أَزِفَتِ الآزِفَةُ} قربت الموصوفة بالقرب؛ من قوله تعالى:{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}[القمر: ١]، {لَيْسَ لَهَا} نفس {كَاشِفَةٌ} أي مبينة متى تقوم، أي مبينة متى تقوم، كقوله تعالى:{لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلَا هُوَ}[الأعراف: ١٨٧] أو ليس لها نفس كاشفة، أي: قادرة على كشفها إذا وقعت إلا الله، غير أنه لا يكشفها. أو ليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير، وقيل: الكاشفة مصدر بمعنى الكشف، كالعافية. وقرأ طلحة:(ليس لها مما يدعون من دون الله كاشفة، وهي على الظالمين ساءت الغاشية).
قوله:{أَزِفَتِ الآزِفَةُ}: قربت الموصوفة بالقرب)، الراغب: دنت القيامة، وأزف وأفد يتقاربان، لكن أزف يقال اعتبارًا بضيق وقتها، ويقال: أزف الشخوص، والأزف ضيق الوقت، وسميت به لقرب كونها، وعلى ذلك عبر عنها بالساعة، وقيل:{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}[النحل: ١]، فعبر عنها بلفظ الماضي، لقربها وضيق وقتها.
قوله:(أوليس لها الآن نفس كاشفة بالتأخير) يعني: لو وقعت الآن لم يردها لوقتها أد إلا الله، وعلى الوجه الثاني: روى محيي السنة عن قتادة وعطاء والضحاك: معناه: إذا غشيت الخلق أهوالها وشدائدها لم يكشفها ولم يرد عنهم أحد.
قوله:(وهي على الظالمين ساءت الغاشية) إلى هنا قراءة طلحة، قال ابن جني: هذا جار مجرى قولهم: زيد نعم الرجل، لأن ساء بمعنى بئس، والغاشية هنا جنس، والعائد منها إلى "هي" ضمير يتجرد ويمتاز من معنى الجماعة، كقولهم: زيد قام بنو محمد، إذا كان محمد أباهم، فكأنه قال: زيد قام في جملة القوم، كما أن قولك: زيد نعم الرجل، العائد عليه في المعنى ذكر يخصه من جملة الرجال.