عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية، فانشق القمر مرتين. وكذا عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم، قال ابن عباس: انفلق فلقتين؛ فلقة ذهبت، وفلقة بقيت. وقال ابن مسعود: رأيت حراء بين فلقتي القمر. وعن بعض الناس: أن معناه: ينشق يوم القيامة.
وقال رزين العبدري: فكانوا يتلقون الركبان فيخبرونهم بأنهم قد رأوه، فيكذبونهم.
وحديث انشقاق القمر قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود وابن عباس وابن عمر، وروى الإمام أحمد بن حنبل في "مسنده" عن ابن مسعود، قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت الجبل بين فرجتي القمر.
وأما أبو إسحاق الزجاج؛ فقد أسند عشرين حديثًا إلا واحدًا في تفسيره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في انشقاق القمر.
قوله:(وعن بعض الناس: أن معناه: ينشق يوم القيامة) قال الواحدي: هو عثمان بن عطاء عن أبيه، وقال الزجاج: وزعم قوم عندوا عن القصد، وما عليه أهل العلم، أن تأويله أن القمر ينشق يوم القيامة، والأمر بين اللفظ بقوله:{وإن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ويَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} فكيف يكون هذا يوم القيامة؟ !
وقال القاضي: دل قوله: {سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ}، أي: مطرد على أنهم رأوا قبله آيات أخرى