{يَا مَعْشَرَ الجِنِّ والإنسِ} كالترجمة لقوله: {أَيُّهَا الثَّقَلانِ}، {إنِ اسْتَطَعْتُمْ} أن تهربوا من قضائي وتخرجوا من ملكوتي ومن سمائي وأرضي، فافعلوا، ثم قال: لا تقدرون على النفوذ {إلاَّ بِسُلْطَانٍ} يعني بقوة وقهر وغلبة، وأنى لكم ذلك؟ ونحوه:{ومَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ ولا فِي السَّمَاءِ}[العنكبوت: ٢٢].
وروي: أن الملائكة عليهم السلام تنزل فتحيط بجميع الخلائق، فإذا رآهم الجن والإنس هربوا، فلا يأتون وجها إلا وجدوا الملائكة أحاطت به.
قوله:(سميا بذلك لأنهما ثقلًا على الأرض) عن بعضهم: جعلت الأرض كالحمولة والجن والإنس شبهًا بثقل الدابة، وفي الحديث:"تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي"، سماها بذلك لأن الدين يعمر بهما، كالأرض، تعمر بالإنس والجن.
قوله: ({شُوَاظٌ} و"نحاس" كلاهما بالضم والكسر) ابن كثير: بكسر الشين، والباقون: بضمها. و"نحاس" بالخفض: ابن كثير وأبو عمرو، والباقون: بالرفع.
قال صاحب "الكشف": من رفع "نحاس" عطفه على {شُوَاظٌ}، ومن جر لم يجز له حمله،