قسمة الرزق، على اختلاف وتفاوت كما تقتضيه مشيئتنا، فاختلف أعماركم من قصير وطويل ومتوسط. وقرئ:(قدرنا) بالتخفيف.
سبقته على الشيء: إذا أعجزته عنه وغلبته عليه ولم تمكنه منه، فمعنى قوله {ومَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ}: إنا قادرون على ذلك لا تغلبونني عليه، و {أَمْثَالَكُمْ} جمع مثل: أي على أن نبدل منكم ومكانكم أشباهكم من الخلق، وعلى أن ننشئكم في خلق لا تعلمونها وما عهدتم بمثلها، يعني: إنا نقدر على الأمرين جميعا: على خلق ما يماثلكم، وما لا يماثلكم، فكيف نعجز عن إعادتكم؟ ! .
ويجوز أن تكون {أَمْثَالَكُمْ} جمع مثل، أي: على أن نبدل ونغير صفاتكم التي أنتم عليها؛ في خلقكم وأخلاقكم، وننشئكم في صفات لا تعلمونها.
قرئ:{النَّشْأَةَ} و (النشاءة). وفي هذا دليل على صحة القياس حيث جهلهم في ترك قياس النشأة الأخرى على الأولى.
الرحم، فإذا كان قادرًا على جمع هذه الأجزاء المتفرقة، وتكوين الحيوان منها، فإذا افترقت بالموت مرة أخرى لم يمتنع عليه جمعها وتكوينها مرة أخرى؟ ! هذا تقرير هذه الحجة.
قوله:(ويجوز أن تكون {أَمْثَالَكُمْ} جمع مثل) عطف على قوله: " {أَمْثَالَكُمْ} جمع مثل" اعلم أنه قد سبق غير مرة أن التبديل: التغيير، فيجوز تبديل الذات وتبديل الصفات، وأن المثل بمعنى النظير وبمعنى الصفة، فالتفسير الأول مبني على تبديل الذات، والمثل: بمعنى النظير، والثاني: على تبديل الصفات، والمثل: بمعنى الوصف.
قوله: (قرئ {النَّشْأَةَ} و"النشاءة") ابن كثير وأبو عمرو: "النشاءة" بفتح الشين وألف بعدها، والباقون: بإسكانها من غير ألف.