وقال: قد سمع الله لها. وقرئ:(تحاورك) أي: تراجعك الكلام. و (تحاولك)، أي: تسائلك، وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخي عبادة، رآها وهي تصلي وكانت حسنة الجسم، فلما سلمت راودها فأبت، فغضب وكان به خفة ولمم، فظاهر منها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أوسًا تزوجني وأنا شابة مرغوب في، فلما خلا سني ونثرت بطني أي: كثر ولدي، جعلني عليه كأمه.
وروي أنها قالت له: إن لي صبيةً صغارًا، إن ضممتهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إلي جاعوا. فقال: ما عندي في أمرك شيء. وروي أنه قال لها:"حرمت عليه"، فقالت: يا رسول الله، ما ذكر طلاقًا وإنما هو أبو ولدي وأحب الناس إلي،
جاءت المجادلة خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمته من جانب البيت، وما أسمع ما تقول، فأنزل الله تعالى:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وتَشْتَكِي إلَى اللَّهِ}.
وفي رواية ابن ماجه:"قالت: يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني، اللهم إني أشكو إلى الله".
النهاية: وفي أسماء الله تعالى السميع، وهو: الذي لا يغيب عن إدراكه مسموع وإن خفي، فهو يسمع بغير جارحة.
قلت: معنى وسع سمعه الأصوات، نحو قوله: وسع كل شيء رحمتك وعلمك، وأنه أصل لقوله:{وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}[غافر: ٧].
الراغب: السمع قوة في الأذن بها تدرك الأصوات، فإذا وصف الله تعالى بالسمع فالمراد به علمه بالمسموعات وتحريه للمجازاة به، نحو:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}.
قوله:(قد سمع [الله] لها)، أي: أجابها، كقولك: سمع الله لمن حمده.