للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مهرها أربع مئة دينار، وبلغ ذلك أباها فقال: ذلك الفحل لا يقدع أنفه.

و{عَسَى} وعد من الله، على عادات الملوك حيث يقولون في بعض الحوائج: عسى أو لعل، فلا تبقى شبهة للمحتاج في تمام ذلك، أو قصد به إطماع المؤمنين، {واللَّهُ قَدِيرٌ} على تقليب القلوب وتغيير الأحوال وتسهيل أسباب المودة {واللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} لمن أسلم من المشركين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهو أن يخطب الرجل المرأة فتركن إليه ويتفقا على صداق معلوم ويتراضيا ولم يبق إلا العقد، بل من باب التضمين، إذ المعنى: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي يطلب أن يباشر عقدها على رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبًا له إياها، يدل عليه قوله: "ساق عنه"- أي: ساق النجاشي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- إلى أم حبيبة مئة دينار. قال صاحب "الجامع": وقد اختلف في وقت نكاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، إياها، وموضع العقد، وقيل: إنه عقد عليها بأرض الحبشة سنة ست، وزوجها منه النجاشي وأمهرها أربع مئة دينار، وقيل: أربعة آلاف درهم من عنده، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم شرحبيل بن حسنة فجاء بها إليه، ودخل بها بالمدينة.

قوله: (ذلك الفحل لا يقدع أنفه)، النهاية: يقال: فدعت الفحل وهو أن يكون غير كريم، فإذا أراد ركوب الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح وغيره ليرتدع وينكف، ويروى بالراء.

ومنه حديث زواجه صلوات عليه، قال ورقة بن نوفل: محمد يخطب خديجة، هو الفحل لا يقدع أنفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>