{وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ} وتفضوا إليهم بالقسط ولا تظلموهم، وناهيك بتوصية الله المؤمنين أن يستعلموا القسط مع المشركين به ويتحاموا ظلمهم، مترجمةً عن حال مسلم يجترئ على ظلم أخيه المسلم.
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: قدمت على أمي وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال:"نعم صلي أمك".
زاد في رواية عن البخاري ومسلم: فأنزل الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ} الآية.
قوله:(وتفضوا إليهم بالقسط)، يريد أن "تقسطوا إليهم" متضمن معنى الإفضاء، وعدي تعديته.
قوله:(مترجمة)، نصب تمييزًا، أي: ناهيك بتوصية الله مترجمة، يعني قوله:{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ} إلى قوله: {أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ} ثم تذييله بقوله: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ} حسبك وكافيك تنبيهًا على قبح صنيع من يجترئ على ظلم أخيه المسلم.