وقد مر بى في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب، وأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثغامة، فقال: أريت القيامة والجنة والنار في المنام، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون. ويجوز أن يوصف اليوم بالطول، وإن الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب. (السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ) وصف لليوم بالشدة أيضا، وإن السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه، فما ظنك بغيرها من الخلائق؟ وقرئ:«منفطر ومتفطر»، والمعنى: ذات انفطار، أو على تأويل:«السماء» بالسقف، أو: السماء شيء منفطر، والباء في «بِهِ» مثلها في قولك: فطرت العود بالقدوم فانفطر به، يعني: أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وهو له، كما ينفطر الشيء بما يفطر به. ويجوز أن يراد: السماء مثقلة به إثقالا يؤدي إلى انفطارها لعظمه عليها وخشيتها من وقوعه، كقوله:(ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ)[الأعراف: ١٨٧]