يعني: الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة. وعن ابن عباس: نكال كلمتيه: الآخرة وهي قوله: (أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)، والأولى وهي قوله:(مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرِي)[القصص: ٣٨]، وقيل: كان بين الكلمتين أربعون سنة، وقيل عشرون.
قوله:(يعني: الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة)، فيكون التقدير: أخذه الله نكال الدار الآخرة ونكال الدار الأولى، أو التقدير: أخذه الله نكال الكلمة الآخرة ونكال الكلمة الأولى، وفي تقدير المصنف تكرير؛ لأنه كرر الرواية عن ابن عباس.
قوله:(الخطاب لمنكري البعث)، إشارة إلة أن قوله:{ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا} مردود إلى فاتحة السورة، وذلك أنه تعالى أقسم على إثبات الحشر بما أقسم وبالغ فيه، وكان خطاباً لمنكري البعث، ومن ثم قُدر جواب القسم:"لتبعثن" لقرينه قوله: {أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} إنكاراً، وقولهم:{قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} استهزاءً، وأجابهم الله بقوله:{فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ}، أي: لا تستصعبوها فإنما هي سهلة هينة في قدرته، بين السهولة بقوله:{ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا}، وحين كان الجواب تسلياً لرسول الله? من استهزائهم، وتهديداً للكافرين لإنكارهم، أوقع قصة موسى وفرعون مجملاً في البين ومزيداً للتهديد، ومن ثم وُسطت القصة بحديث الخشية، حيث قيل:{وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} وختمت به قائلاً: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى}.
قوله:(ثم بين كيف خلقها فقال: {بَنَاهَا})، أي: استئناف على سبيل البيان، قال الكسائي