ومنه قوله عز وعلا:(طَبَقًا عَن طَبَقٍ) أي حالاً بعد حال: كل واحدة مطابقة لأختها في الشدة والهول، ويجوز أن يكون جمع طبقة وهي المرتبة، من قولهم: هو على طبقات، ومنه: طبق الظهر لفقاره. الواحدة: طبقة، على معنى: لتركبن أحوالاً بعد أحوال، هي طبقات في الشدة بعضها أرفع من بعض، وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة وأهوالها.
فإن قلت: ما محل عن طبق؟
قلت: النصب على أنه صفة لـ (طبقاً)، أي: طبقاً مجاوزاً لطبق، أو حال من الضمير في لتركبن، أي: لتركبن طبقاً مجاوزين لطبق. أو مجاوزاً. أو مجاوزة، على حسب القراءة. وعن مكحول: كل عشرين عاماً تجدون أمراً لم تكونوا عليه.
قوله:(وهي الموت وما بعده)، هذا هو الذي يقتضيه النظم وترتب الفاء في {فَلَا أُقْسِمُ} على قوله: {بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا}[الانشقاق: ١٥].
قوله:(على حسب القراءة)، يعني في {لَتَرْكَبُنَّ} من الضم والفتح والكسر، فقوله:{مُجاوزين} على قراءة الضم، والخطاب للجنس، وقوله:"مُجازاً" على قراءة الباء بالفتح؛ على أن الخطاب للرسول? ، و (ليركبن) بالياء كذلك، وقوله:(مُجاوزة) بكسر الواو، على أن (لتركبن) بكسر الباء، والخطاب للنفس.