ويجوز أن يراد: أنهم شهود على ما يفعلون بالمؤمنين، يؤدون شهادتهم يوم القيامة (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النور: ٢٤]، (ومَا نَقَمُوا مِنْهُمْ) وما عابوا منهم، وما أنكروا إلا الإيمان، كقوله:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم
قال ابن الرقيات:
ما نقموا من بني أمية إلا … أنهم يحلمون إن غضبوا
وقرأ أبو حيوة:(نقموا) بالكسر، والفصيح هو الفتح. وذكر الأوصاف التي يستحق بها أن يؤمن به ويعبد، وهو كونه عزيزا غالباً قادرا يخشى عقابه حميداً منعماً، يجب له الحمد على نعمته ويرجى ثوابه، (لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ) فكل من فيهما تحق عليه عبادته والخشوع له تقديراً؛ لأن (مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ)