قوله:(مثل المقاطر)، الجوهري:"المقطرة وهي الفلق، وهي خشبة فيها خروق تدخل فيها أرجل المحبوسين". وقلت: الوجه الأول مناسب لما روي أن الآية نزلت في أخنس بن شريق، أو أمية بن خلف، أو الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله? ؛ فإنه تعالى لما بين أن {الْحُطَمَةِ}، هي النار التي تطالع معادن موجبها، أتبعه قوله:{إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ}، أي: النار طالعت على استحقاق هؤلاء بسبب اغتيابهم خير البشر، فكانت عليهم مؤصدة مطبقة، فأكد يأسهم من الخروج، وتيقنهم بحبس الأبد. والثاني موافق لأن يراد بقوله:{لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} العموم، وهو المشار إليه بقوله:"وهو المسخرة الذي يأتي بالأوابد والأضاحيك"، لأنه يطعن في أعراض الناس، كاللص الذي يسرق أموالهم؛ فعلى هذا، يلزم خلودهم في النار.