من البيض لم تصطد على ظهر لأمة … ولم تمش بين الحىّ بالحطب الرّطب
جعله رطبًا ليدل على التدخين الذي هو زيادة في الشر، ورفعت عطفًا على الضمير في سَيَصْلى أي: سيصلى هو وامرأته. و (فِي جِيدِها) في موضع الحال، أو على الابتداء، وفي جيدها: الخبر. وقرئ:(حمالة الحطب) بالنصب على الشتم؛ وأنا أستحب هذه القراءة وقد توسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميل: من أحب شتم أم جميل. وقرئ:(حمالة للحطب) و (حمالة للحطب): بالتنوين، والرفع والنصب. وقرئ:(ومريته) بالتصغير.
قولُه:(مِن البِيضِ لم تُصْطَدْ) البيت، لم تُصْطَدْ: لم توجَد؛ شُبّهتْ بالمها وأُجري صفتُها عليها. واللامةُ: الأمرُ الذي يُلام عليه، أي: لم توجدْ راكبةَ خصلةٍ تُلامُ عليها؛ يصفُ امرأةً بكرامةِ العِرْض. ويُروى: بالخطرِ الرَّطب. الخطرُ الرطبُ: الخطبُ الذي يُخْطر به، أي: يُجعلْ منه خطيرةٌ، والمعنى: لم يمشِ بالنميمةِ بين الناسِ، فتُلقى فيهم العداوة.
قولُه:(جعلُه رطبًا ليدلَّ على التدخينِ الذي هو زيادةٌ في الشر)، يعني: ما كفى بأن جعلَه خطبًا بل جعلَه رطبًا للإيغالِ والتنميمِ لإرادةِ المبالغة، قال امرؤ القيس:
حملتُ رُدَيْنيًّا كأنّ سنانَه … سَنا لهَب لم يتصلْ بدُخان