للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو جعفر: والذي قاله الحسن وفيه حجة أخرى له أنه قد جاء التوقيف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدل على أنه عام كما قرئ على أحمد بن شعيب عن أبي بكر بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا ابن عيينه عن ابن محيصن عن محمد بن قيس بن مخرمة عن أبي هريرة قال: لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) شق على المسلمين فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «سددوا وقاربوا، ففي كل ما يصاب به العبد كفارة حتى النكبة في كل مصيبة تكفر عن العبد، حتى النكبة ينكبها أو الشوكة يشاكها»، قال أبو جعفر: فصح بهذا إن كل من عمل سوءًا من مسلم وكافر جوزي به ثم جاء التوقيف في الصغائر إنها تكفر عمن اجتنب الكبائر وكان العلماء في ذلك على قولين فأكثرهم يقول من اجتنب الكبائر لم يعاقب على الصغائر في الدنيا ولا في الآخرة ومنهم من قال بل يعاقب على الصغائر في الدنيا بما يلحقه من المصائب حتى يلقي الله جل وعز ولا ذنب له، وكان محمد بن جرير يميل إلى هذا القول لعموم الآية وقال: التكفير التغطية عليه في القيامة لا يفضح كما يفضح أصحاب الكبائر، {ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} قطع تام وكذا {ولا يظلمون نقيرا}.

{واتبع ملة إبراهيم حنيفا} قطع كاف والتمام {واتخذ الله إبراهيم خليلا} {وكان الله بكل شيء

[١/ ١٨٤]

<<  <   >  >>