للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإن قيل بما صار الأول (وكان الله غنيا حميدا) ولم يكن (وكفى بالله وكيلا) قيل الأول خاطبهم الله جل وعز به فأخبرهما به لا يحتاج إليهم وأنهم مضطرون إليه فقال (وكان الله غنيا) أي عنكم حميدًا محمودًا إلى خلقه بصنائعه إليهم وليس هذا موضع وكيل لأن الوكيل الحفيظ للشيء المدبر له {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين} قطع صالح والتمام {وكان الله على ذلك قديرا}، {فعند الله ثواب الدنيا والآخرة} ليس بتمام لأن المعنى وكان الله سميعًا إلى من أظهر الإسلام وأبطن غيره طلب ثواب الدنيا من أحد الغنائم والسلامة بصيرًا ذا بصر لفعله.

{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله} قطع صالح وليس بتمام لأنه متعلق بما بعده وعن نافع {والأقربي} ثم قال غيره هو قطع حسن لأن بعض الكلام متعلق ببعض والمعنى أن يكون المشهود عليه غنيًا أو فقيرًا فأقيموا الشهادة عليه لأن الله جل وعز أولى به لأنه إلهه ومدبره، فإن قيل كيف يقيم الشهادة على نفسه وهل يكون شاهدًا على نفسه، فالجواب على هذا أنه جل وعز أمره أن يقر بالحق إذا كان عليه فذلك شهادته على نفسه {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} قطع كاف والتمام {فإن الله كان بما تعملون خبيرا}.

{والكتاب الذي أنزل من قبل} قطع كاف والتمام {فقد ضل

[١/ ١٨٧]

<<  <   >  >>