بقراءة الكوفيين (والذين) بمعنى: ومنهم الذين، أو ممن ذكر الذين وسيبويه يقدر مثل هذا:(وفيما نقص عليكم) فيكون (والله عليم حكيم) قطعًا كافيًا على هذه التقديرات {وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل} عن نافع: تم، قال أبو جعفر: إن قدرت (الذين) مبتدأ على أن خبره {لا يزال بنيانهم} لم يكن هذا تمامًا ولا كافيًا وكذا إن قدرته على قول الكسائي لأنه يجعل الخبر (لا تقم فيه) أي لا تقم في مسجدهم، وإن جعلت التقدير: ومنهم الذين جاز أن تقف على (وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله من قبل) وعلى {والله يشهد إنهم لكاذبون} وعلى {لا تقم فيه أبدا} كما قال يعقوب: قال (لا تقم فيه أبدا) فهذا التمام من الوقف ثم يقول {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} قال: فهذا التمام، قال أبو جعفر: فهذا يصح على تقدير منهم الذين وهو حسن لأن الضمير مختلفة، قد حكى يحيى بن أيوب بن بادي قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: لا يحل لأحد أن يجترئ على كتاب الله جل وعز على الكلام فيه إلا بعلم ودراية، ألا ترى إلى قوله جل وعز {لا تقم فيه أبدًا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم