{وإن فرعون لعال في الأرض وإنه لمن المسرفين} قطع تام أيك وأنه لجبار مستكبر في أرض الله مسرف أي متجاوز طاعات الله جل وعز إلى معاصيه ثم القطع على رؤوس الآيات حسن إلى {ربنا ليضلوا عن سبيلك} فإنه تمام عند نافع وأحمد بن موسى وهو قول الفراء قال: ثم استأنف موسى صلى الله عليه وسلم الدعاء فقال {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم}.
قال أبو العالية: طمس الله أموالهم فجعلها حجارة، قال مجاهد: أهلكها، وقال محمد بن كعب: جعل شكهم حجارة قال يعقوب: ومن الوقف (واشدد على قلوبهم) فهذا الكافي من الوقف ثم قال {فلا يؤمنوا} جوابًا، قال أبو جعفر: ليس هذا وقفًا كافيًا لأن فلا يؤمنوا إن كان جوابًا وهو متعلق بما قبله، وقد ذكر الفراء هذا القول وأنشد:
يا ناق سيري عنقًا فسيحا = إلى سليمان فنستريحا
قال أبو إسحاق: فلا تؤمنوا عطف على ليضلوا، وقول أبي عبيده أنه دعاء قد ذكره الفراء وهو قول أهل التأويل قاله الضحاك والتمام {حتى يروا العذاب الأليم} وكذا {ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون}.
قال الأخفش {قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا