يقولون ما جئت به باطل والذي جئت به حق، ولعل أبا عمرو تجنب لما ذكرناه والجواب عنه أن الألف واللام جاءت في موضعها لأن للعهد وذلك أنهم قالوا لموسى صلى الله عليه وسلم أنت ساحر وقد جئت بالسحر فقال لهم الذي جئتم به هو السحر على الحقيقة {إن الله سيبطله} فأبطله الله جل وعز في تقلب العصا حية فتلقفت حبالهم وعصيهم.
{إن الله لا يصلح عمل المفسدين} قطع تام وكذا {ولو كره المجرمون}{فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملأهم أن يفتنهم} قطع كاف وفي المضر اختلاف لقوله جل وعز (من فرعون وملئهم) وكذا (من قومه) فروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس: إلا ذرية من قومه هم بني إسرائيل، فعلى هذه الرواية إلا ذرية من قوم موسى وفي رواية أخرى إلا ذرية من قوم فرعون آمنت امرأته آسيه ومؤمن آل فرعون وجارته.
والقول الأول أولى، لأن الضمير يري ذكر موسى ولو كان الضمير لفرعون لكان على خوف منه، وملأهم قبل الضمير يعود على فرعون لأنه جبار فنخبر عنه بأخبار الجماعة وقيل المعنى: على خوف من أصحابه وقيل الضمير يعود على فرعون مثل اسأل القرية وقيل الضمير يعود على الذرية وهذا أبينها.