للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم قال أبو جعفر: وهذا ليس بتمام ولا كاف لأن بعده استثناء وللعلماء فيه ثلاثة أقوال ذكر يعقوب منها اثنين أحدهما أن يكون عاصم بمعنى معصوم مثل {ماء دافق} أي لا يعصم اليوم من الغرق إلا من رحمه الله فهو على هذا استند بالأول، والثاني لا عاصم اليوم من أمر الله لكن من رحمه الله فإنه يعصم، والاستثناء المنقطع لا يتم الكلام على ما قبله لأنه لا بد أن يكون الثاني فيه سبب، والقول الثالث أن المعنى لا يعصم اليوم ولا ننجي من الغرق إلا من رحم أي إلا الله كما تقول لا يخلصنا مما نحن فيه إلا الله فهذا أيضًا أشد اتصالاً بما قبله وهو اختيار محمد بن جرير في المعنى.

قال يعقوب: الاستقصاء يعني في الوقف إلا من رحم، والوقف الكافي عند أبي حاتم بعد هذا {واستوت على الجودي} وقد غلط في هذا لأن {وقيل} معطوف على ما قبله ولو جاز الوقف على (الجودي) على أنه كاف لكان هكذا {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} وكذا {أقلعي} وكذا {وغيض الماء} وكذا {وقضى الأمر} لأن بعض الكلام معطوف على بعض.

قال أحمد بن جعفر {إنه ليس من أهلك} ثم قال أبو جعفر: من قرأ {إنه عمل غير صالح} لم يقف على من أهلك لأن الهاء التي في أنه عمل غير صالح تعود على الضمير الذي

[١/ ٣١٩]

<<  <   >  >>