للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان {لا يسمعون} كافيًا، وبكلا القولين قد قال العلماء.

فممن مذهبه أن الآية عامة لكل من سبقت له الحسنى من الله جل وعز علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما روى شبعة عن أبي بشر عن يوسف بن سعيد عن محمد بن خاطب قال: سمعت عليا بن أبي طالب رضي الله عنه يخطب قرأ: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} فقال عثمان منهم.

وممن مذهبه أنه خاصة لعيسى ومن عبد من دون الله وهو مطيع لله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو صالح.

فأما قول من قال هو استثناء لا يتم على قوله {وهم فيها لا يسمعون} ولا يكون كافيا على أن هذا القول مرغوب عنه لأن قوله جل وعز {إنكم وما تعبدون من دون الله} إنما هو لما عبد من ما لا يعقل لأن (ما) كذا هي في كلام العرب والذين سبقت لهم منا الحسنى لا يخلوا من أن يكون من الملائكة أو من الناس أو من الجان وأكثر ما يقع لهؤلاء (من) فلا معنى للإستثناء ها هنا.

{أولئك عنها مبعدون} كان على أن تبتدي خبرًا آخر وكذا {وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر} ليس بكاف لأنه متعلق بما بعده وإن كان ظاهره حسنا وكذا في التفسير.

فعن ابن عباس: لا يحزنهم الفزع الأكبر. النفخة الثانية وعليه أكثر العلماء لأنه من سلم من الفزع عند النفخة الثانية كان آمنا من جميع الأهوال، وقال الحسن الفزع الأكبر حين يؤمر بالعبد إلى

<<  <   >  >>