والتمام {ذلك هو الخسران المبين} على أن يبتديء {يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه} كاف {ذلك هو الضلال البعيد} تمام على قول الأخفش والكسائي، وقال أحمد بن جعفر: ذلك هو الضلال البعيد يدعوا ثم قال أبو جعفر: أما الكسائي فقدر اللام في غير موضعها وجعل {يدعوا} بمعنى بعيد والمعنى عنده يدعوا من لضره أقرب من نفعه كما تقول العرب عندي غيره خير منه بمعنى (عندي ما لغيره خير منه) وكما قال الشاعر:
أم الحليس لعجوز شهر به.
بمعنى لأم الحليس.
وكذا يقدر بعضهم في قول الله جل وعز {إن هذان لساحران} بمعنى نعم لهذان ساحران وقد قال الفراء لقول الكسائي إن اللام في غير موضعها في {لمن ضره} إلا انه أجاز ذلك في (من) لأنه لا يتبين فيها الإعراب وأما الأخفش فجعل يدعوا بمعنى يقول كما قال عنترة: