فأما {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} فالتمام على قول الأخفش {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} لأنه زعم أنه ابتداء بلا خبر.
وقال أبو جعفر: وظاهر هذا الكلام محال لأنه إنما يبتدأ الإسم ليخبر عنه ولكن تأول الأخفش لأنه كان يقصد للإشكال على من يعلمه وسمعت أبا إسحاق يقول وهذا معنى ما قال كان بقصد الإشكال في كتبه ليحتاج إليه فيها فيكون معنى قوله ابتداء بلا خبر: أن الخبر محذوف، كما قال الخليل وسيبويه: سمعنا فصحاء العرب يقولون: لحق إنه ذاهب فيضعون كأنهم يريدون لحق ذلك أمرك.
كان أبو إسحاق يذهب إلى أن {وعباد الرحمن} مرفوع بالابتداء وخبره {الذين يمشون على الأرض هونا} والتمام على هذا {قالوا سلاما} وكذا على قول الأخفش إلا أنه على قول الأخفش يكون كما بعده {والذين} فهو تمام ها هنا ولأبي إسحاق قول آخر وهو قول محمد بن جرير لم نذكر غيره يكون {وعباد الرحمن} مرفوعًا بالابتداء {الذين يمشون على الأرض هونًا} وبر الإبتداء {أولئك يجزون الغرفة} فعلى هذا القول لا يتم