المغفرة} متصل بما قبله فلا ينبغي أن يوقف على ما قبله لأن المعنى عند أهل التفسير إن ربك واسع المغفرة لمن أتى باللم.
وقد اختلف أهل العلم في معنى {اللمم} فمنهم من قال: المعنى الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش واللمم، قال أبو جعفر: وهذا القول مردود لأن ظاهر القرآن يدل على غيره وأيضا فإذا كانوا يجتنبون كبائر الإثم والفواحش واللم فما الذي يغفر لهم وإلا بمعنى الواو لا يعرفه النحويون القدماء.
ومنهم من قال اللمم ما تبت منه، ومنهم من قال اللمم ما كان في الجاهلية ومنهم من قال اللمم ما لم يكن فيه جل، رووى السدي عن أبي صالح، قال: سألني رجل عن قول الله جل وعز {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} فقلت: هو الرجل يعمل الذنب والخطيئة ثم لا يعاود قال فحدثت بذلك ابن عباس فقال: لقد أعانك عليها ملك كريم.
قال أبو جعفر: ورأيت ابا عبد الله إبراهيم بن محمد يستحسن هذا القول ويقول على هذا كلام العرب وقد يقبله ابن عباس بطبعه وعربيته لأن العرب تقول فلان يزور فلانا لماما وإلماما إذا كان يأتيه حينا بعد حين ويقال ألم فلان بفلان إذا أتاه في بعض الأوقات فإن دوام ذلك فهو مصر وأنشد لجرير:
بنفسي من تجنبه عزيز ... على ومن زيارته لمام
وقد روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس إلا اللمم قال إلا ما قد سلف يعني في الجاهلية فأما الحسن وابن صالح ومجاهد فقالوا اللمم أن يأتي