صلى الله عليه وسلم: من يأت على هذا كان من الصديقين والشهداء.
قال محمد بن جرير: حدثني صالح بن حرب أبو معمر قال حدثنا إسماعيل بن يحيى حدثنا ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن البراء بن عازب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مؤمنوا أمتى شهداء، قال ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}.
قال محمد بن جرير: والذي هو أولى الأوال عندي في ذلك بالصواب قول من قال الكلام والخبر على الذين آمنوا مثناه عند قوله {أولئك هم الصديقون} وقوله {والشهداء عند ربهم} خبر مبتدأ على الشهداء لأن ذلك هو الأغلب من معاينة بالظاهر والإيمان غير موجب في المتعارف للمؤمن اسم شهيدا لا بمعني غيره إلا أن يراد به أنه شهيد على ما أمر به وصدقه فيكون ذلك وجها وإن كان فيه بعض البعد لأن ذلك ليس بالمعروف من يعاينه إذا أطلق بغير وصل فتأويل والشهداء عند ربهم.
والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أو هلكوا في سبيله عند ربهم لهم ثواب الله إياهم في الاخرة ونورهم.
قال أبو حاتم {لهم أجرهم ونورهم} تام {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} قطع تام {ثم يكون حطاما} تمام عند الأخفش وهو قول أبي حاتم.